تباينت التحليلات بخصوص العوامل التي دفعت علي الفاسي الفهري إلى إعلان الرحيل عن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، دون أن يتقدم بترشيحه لولاية ثانية على رأس الجامعة، وذلك في انتظار عقد الجمع العام الذي أجل قبل أيام خلت إلى 31 غشت المقبل.
وإذا كان من المؤكد أن الفهري قد غادر جامعة الكرة، إما مُجبَرا على ذلك أو برغبة ذاتية منه، فإن السؤال الذي يطرحه عدد من المتتبعين والمختصين يدور أساسا حول الرئيس الجديد، ليس بالتحديد من يكون، بل شروط انبثاق هذا الرئيس المقبل للجامعة حتى لا تعاد "الأخطاء" ذاتها التي شابت مسار الرئيس الذي تم "عزله"، وفق تعبير بعض المحللين.
وقال جمال اسطيفي، الإعلامي الرياضي، في تصريحات لهسبريس، بأن علي الفاسي الفهري لم يختر الرحيل، ولكنه أُرغم عليه خصوصا أنه قام بكل الترتيبات من أجل أن يطيل بقاءه في رئاسة الجامعة، وظل حتى الساعات الأخيرة قبل الجمع العام يجري اتصالاته مع رؤساء الفرق".
وتابع اسطيفي بأن "الخلافات التي نشبت بين الوزارة والجامعة بخصوص ظروف عقد الجمع العام، ومشروع القانون الأساسي الذي يخالف قانون التربية البدنية 30\09، ونبرة التحدي التي طبعت حديث ممثلي الجامعة، وأيضا مخاوف الوزارة من حالة التخبط التي سيعرفها المشهد الرياضي لو تم تمرير مشروع القانون الأساسي الذي جاءت به الجامعة، كلها عوامل دفعت الوزارة إلى ربط اتصالات على مستويات عليا، نتج عنها إنهاء مهام علي الفاسي الفهري، ومعه فريق عمله".
وشدد اسطيفي على أنه اليوم بعد رحيل الفهري، المفروض ألا تتكرر نفس الأخطاء التي جاءت به إلى رئاسة الجامعة رئيسا معينا بدون أن تتوفر فيه الشروط القانونية، لذلك المفروض أن ينبثق الرئيس المقبل ومكتبه الجامعي من قاعدة الجمع العام عن طريق الانتخابات".
وذهب المحلل إلى أنه يتعين أن يكون التنافس حول البرامج والمشاريع، حتى يمكن أن تتم محاسبة المكتب الجامعي الذي سيتم انتخابه، لا أن يردد الرئيس أنه "معين من فوق"، وأن الذين جاؤوا به هم الذين يملكون حق إبقائه أو إنهاء مهامه".
وأكمل اسطيفي تصريحاته لجريدة هسبريس الإلكترونية، بأنه "دون هذه المحددات والشروط سيتم تكرار نفس الأخطاء السابقة، وسيكون الرئيس المقبل مجرد دمية يتم تحريكها عبر آلة التحكم من بعد"، وفق تعبير الصحافي الرياضي.
وكان وزير الشباب و الرياضة محمد أوزين قد فند، في تصريحات سابقة لهسبريس، ما يروج بخصوص تدخل الملك لثني الفهري عن الترشح ثانية لرئاسة جامعة الكرة بقوله: "الملك لا يتدخل في ترشح أحد، كما لا يتدخل في اقتراح أو انسحاب أحد"
0 commentaires :
Enregistrer un commentaire